يوم في مدرسة الديمقراطية
صفحة 1 من اصل 1
يوم في مدرسة الديمقراطية
يا مواطني العالم،.. ويا أيها المتلهفون للحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال...لستم بحاجة إلى التأمل والتفكير كثيراً، هي ليست أكثر من خطوات وإجراءات معدودة، و يمكنكم بعدها أن تنعموا بكل ما تطمحون إليه من "حرية وديمقراطية وسيادة واستقلال" .
بداية، قد يكون من الصعب عليكم تقبلها .( أعترف بذلك )، ولكن سرعان ما يتم اعتيادها وقبولها، سيمّا أن " الطموحات والتطلعات "السائدة" ستصبح ليست بذات قيمة أمام هذا "الوعد " الغني بالحضور الكثيف للحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال.
أولاً، عليكم أن تجمعوا كل المعاجم والأدبيات التي تحفظ في طياتها مفردات ومفاهيم وأفكار ومعتقدات لغتكم الممتدة عبر التاريخ الطويل . لا تقلقوا، أليست اللغة كائن حي يتطور ويغتني ويتغير؟ إذن أنتم تنفذون ناموساً حياتياً،.. وتشاركون في تطوير صرح الإنسانية . وإن كان من مشكلة فحتما المشكلة لديكم أنتم،.. وذلك لعدم إدراككم السابق لهذا الناموس ، ولعدم قبولكم فكرة تطور هذا الكائن (!!)
بعدها توغلوا جيداً في طيات هذه المعاجم والأدبيات، بحثاً عن الروح، أو جذور الأفكار التي تدعوا إلى المقاومة والرفض وعدم الخنوع . قوموا باستئصالها فوراً، وإن لم تستطيعوا أخضعوها لناموس التغيير والتطوير كي تصبح " الروح الإرهابية أو العمليات التخريبية أو المغامرات غير محسوبة العواقب"..دققوا بكل مفردة وكل كلمة من كلمات ومفردات هذه المعاجم والأدبيات، واستأصلوا أياً منها حين تثبت علاقته بفكرة المقاومة والشهادة والاستشهاد، احذفوها فورا،.. وإلا غيروا دلالاتها إلى عمليات انتحارية،.. أو عمليات تخريبية ، طبعا وصولا إلى استئصالها نهائيا فيما بعد.
بعد الانتهاء من مفردات اللغة ومفاهيمها،.. وجب الانتقال إلى التاريخ ، وهنا الأمر أسهل مما تتصورون، حيث كل ما عليكم فعله هو أن تبحثوا عن الصفحات التي تدعو لوقفات العز والمقاومة والشهادة ..( عفواً الإرهاب والانتحار والتخريب ) انسجاما مع ناموس تطوير اللغة.
اجمعوا كل الأساطير وقصص البطولة والأحداث القومية والأشخاص والرموز الوطنية مثل : زنوبيا، هاني بعل،.. يوسف العظمة .. ( بالمناسبة ألم تتعبوا من ترداد هذه القصص والأحداث والأسماء ؟؟ ) . الآن،.. احرقوا كل ما جمعتموه . فالديمقراطية والحرية والسيادة ليست بحاجة إلى كل هذا الدم والعنف...
ننتقل الآن إلى الجغرافيا ...(عفوا ألم تلاحظوا أن دورها قد ضعف في عصر الأنترنت والعولمة والحرية والسيادة العابرتين على بساط البريد الألكتروني ؟؟؟)
اعزلوا أنفسكم، وعيشوا رغداً في أبراجكم التي سنعلي مداميكها،.. بحيث لا تَرون ولا تُرون . فلستم بحاجة لأن تعوا ، ولستم بحاجة لأن تروا ما حولكم . بل تمسكوا جيدا بمواقعكم، وتنعموا بكراسيكم،.. وسترون أن كل "الحلول الجغرافية" الملائمة مؤمنة لكم ومعدة ومرسومة مسبقا . فقط عليكم أن تتنعموا بما أنعمت به عليكم القوى الدولية التي تخدمكم وتضحي من أجلكم لوجه الله ، فقط عليكم حراسة مصالحها من مواقعكم في أبراجكم .
حين تقومون بكل ما طلبناه منكم سيؤمن قبولكم كطلاب "مبتدئين" في مدرسة الديمقراطية الأمريكية المعدة خصيصا لتطوير الشعوب التي زادتها المقاومة ووقفات العز ويلات وتخلفا وتراجعا (!!)
وبالطبع،.. إن أراد أحد منكم أن يتفوق على أقرانه ويصبح "مأجورا للدورة " هنالك العديد من الخطوات اللاحقة التي عليه القيام بها . منها مثلا ، ومن باب الكياسة الاجتماعية: الإكثار من تقبيل أعضاء هيئة هذه الإدارة، والانحناء الدائم (لأن سقوف الصفوف في هذه المدرسة محددة العلو سلفا ولحكمة مدروسة ) الرقبة للأسفل، والعيون مسمّرة في نقطة مركزية على الأرض من دون حركة لا إلى اليمين ولا إلى الشمال.. وإن شعرت ببعض الألم من جراء هذا الانحناء لا تقلق ففي مدرسة الديمقراطية على الطريقة الأميركية كادر من أمهر الجراحين الاختصاصيين المهيئين لاستئصال فقرات الكرامة المؤلمة المتبقية من عمودك الوطني المشلول.
شيء آخر،..عليك مواكبة التطورات العلمية ومراقبتها بكل دقة مثل ( الروبوتات والرجال الآليين ... ) بحيث تكتسب الخبرة عن عملهم،.. حتى لا يسجل عليك تقصير في دورك المقبل. ولكي نزيل قلقك ستزودك بأحدث الرقائق الالكترونية المتطورة وشرائح المعطيات والمعلومات اللازمة . وهنا لسنا بحاجة أن نقول لك أنك لست مضطرا إلى استخدام " العقل " فالتوصيل مؤمّن لك " وبالمجان "..
انتظر،.. قبل أن تخرج : إذا كان صحيحا أن ردة فعل الشعوب وتحركاتها هي مرآة للحكام ، وإذا كان الإنسان ليس أكثر مما فعل، وجب عليك أن تتناسى اختراعا يدعى"المرآة"..وحذار حذار أن تستخدمها. لا لشيء،.. فقط لتبقى كما نحب أن نكون ، الوجه بلا ملامح، الروح من دون هوية وعينان شاخصتان،.. لكن من دون بصيرة.
كانت هذه هي الحصة الأولى في مدرسة الديمقراطية الأمريكية ...
أهلا بكم ....
بداية، قد يكون من الصعب عليكم تقبلها .( أعترف بذلك )، ولكن سرعان ما يتم اعتيادها وقبولها، سيمّا أن " الطموحات والتطلعات "السائدة" ستصبح ليست بذات قيمة أمام هذا "الوعد " الغني بالحضور الكثيف للحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال.
أولاً، عليكم أن تجمعوا كل المعاجم والأدبيات التي تحفظ في طياتها مفردات ومفاهيم وأفكار ومعتقدات لغتكم الممتدة عبر التاريخ الطويل . لا تقلقوا، أليست اللغة كائن حي يتطور ويغتني ويتغير؟ إذن أنتم تنفذون ناموساً حياتياً،.. وتشاركون في تطوير صرح الإنسانية . وإن كان من مشكلة فحتما المشكلة لديكم أنتم،.. وذلك لعدم إدراككم السابق لهذا الناموس ، ولعدم قبولكم فكرة تطور هذا الكائن (!!)
بعدها توغلوا جيداً في طيات هذه المعاجم والأدبيات، بحثاً عن الروح، أو جذور الأفكار التي تدعوا إلى المقاومة والرفض وعدم الخنوع . قوموا باستئصالها فوراً، وإن لم تستطيعوا أخضعوها لناموس التغيير والتطوير كي تصبح " الروح الإرهابية أو العمليات التخريبية أو المغامرات غير محسوبة العواقب"..دققوا بكل مفردة وكل كلمة من كلمات ومفردات هذه المعاجم والأدبيات، واستأصلوا أياً منها حين تثبت علاقته بفكرة المقاومة والشهادة والاستشهاد، احذفوها فورا،.. وإلا غيروا دلالاتها إلى عمليات انتحارية،.. أو عمليات تخريبية ، طبعا وصولا إلى استئصالها نهائيا فيما بعد.
بعد الانتهاء من مفردات اللغة ومفاهيمها،.. وجب الانتقال إلى التاريخ ، وهنا الأمر أسهل مما تتصورون، حيث كل ما عليكم فعله هو أن تبحثوا عن الصفحات التي تدعو لوقفات العز والمقاومة والشهادة ..( عفواً الإرهاب والانتحار والتخريب ) انسجاما مع ناموس تطوير اللغة.
اجمعوا كل الأساطير وقصص البطولة والأحداث القومية والأشخاص والرموز الوطنية مثل : زنوبيا، هاني بعل،.. يوسف العظمة .. ( بالمناسبة ألم تتعبوا من ترداد هذه القصص والأحداث والأسماء ؟؟ ) . الآن،.. احرقوا كل ما جمعتموه . فالديمقراطية والحرية والسيادة ليست بحاجة إلى كل هذا الدم والعنف...
ننتقل الآن إلى الجغرافيا ...(عفوا ألم تلاحظوا أن دورها قد ضعف في عصر الأنترنت والعولمة والحرية والسيادة العابرتين على بساط البريد الألكتروني ؟؟؟)
اعزلوا أنفسكم، وعيشوا رغداً في أبراجكم التي سنعلي مداميكها،.. بحيث لا تَرون ولا تُرون . فلستم بحاجة لأن تعوا ، ولستم بحاجة لأن تروا ما حولكم . بل تمسكوا جيدا بمواقعكم، وتنعموا بكراسيكم،.. وسترون أن كل "الحلول الجغرافية" الملائمة مؤمنة لكم ومعدة ومرسومة مسبقا . فقط عليكم أن تتنعموا بما أنعمت به عليكم القوى الدولية التي تخدمكم وتضحي من أجلكم لوجه الله ، فقط عليكم حراسة مصالحها من مواقعكم في أبراجكم .
حين تقومون بكل ما طلبناه منكم سيؤمن قبولكم كطلاب "مبتدئين" في مدرسة الديمقراطية الأمريكية المعدة خصيصا لتطوير الشعوب التي زادتها المقاومة ووقفات العز ويلات وتخلفا وتراجعا (!!)
وبالطبع،.. إن أراد أحد منكم أن يتفوق على أقرانه ويصبح "مأجورا للدورة " هنالك العديد من الخطوات اللاحقة التي عليه القيام بها . منها مثلا ، ومن باب الكياسة الاجتماعية: الإكثار من تقبيل أعضاء هيئة هذه الإدارة، والانحناء الدائم (لأن سقوف الصفوف في هذه المدرسة محددة العلو سلفا ولحكمة مدروسة ) الرقبة للأسفل، والعيون مسمّرة في نقطة مركزية على الأرض من دون حركة لا إلى اليمين ولا إلى الشمال.. وإن شعرت ببعض الألم من جراء هذا الانحناء لا تقلق ففي مدرسة الديمقراطية على الطريقة الأميركية كادر من أمهر الجراحين الاختصاصيين المهيئين لاستئصال فقرات الكرامة المؤلمة المتبقية من عمودك الوطني المشلول.
شيء آخر،..عليك مواكبة التطورات العلمية ومراقبتها بكل دقة مثل ( الروبوتات والرجال الآليين ... ) بحيث تكتسب الخبرة عن عملهم،.. حتى لا يسجل عليك تقصير في دورك المقبل. ولكي نزيل قلقك ستزودك بأحدث الرقائق الالكترونية المتطورة وشرائح المعطيات والمعلومات اللازمة . وهنا لسنا بحاجة أن نقول لك أنك لست مضطرا إلى استخدام " العقل " فالتوصيل مؤمّن لك " وبالمجان "..
انتظر،.. قبل أن تخرج : إذا كان صحيحا أن ردة فعل الشعوب وتحركاتها هي مرآة للحكام ، وإذا كان الإنسان ليس أكثر مما فعل، وجب عليك أن تتناسى اختراعا يدعى"المرآة"..وحذار حذار أن تستخدمها. لا لشيء،.. فقط لتبقى كما نحب أن نكون ، الوجه بلا ملامح، الروح من دون هوية وعينان شاخصتان،.. لكن من دون بصيرة.
كانت هذه هي الحصة الأولى في مدرسة الديمقراطية الأمريكية ...
أهلا بكم ....
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى