منتدى الشــامل للمعلومات العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المرأة في المجال العام ( موقعها - أدوارها - نشاطاتها

اذهب الى الأسفل

المرأة في المجال العام ( موقعها - أدوارها - نشاطاتها Empty المرأة في المجال العام ( موقعها - أدوارها - نشاطاتها

مُساهمة من طرف وليدالحسني الخميس 8 نوفمبر 2007 - 0:40

تأكيد المجتمع المحلي ( الريفي ) على أهمية مشاركة المرأة في العمل والإنتاج :
نتناول في هذا الفصل أدوار ونشاطات المرأة الريفية في مجتمعها المحلي « القرية » إضافة إلى أهم نشاطاتها المرتبطة بالمجال العام على المستوى الوطني ، ونعتمد في قياس أدوار المرأة ونشاطاتها في المجتمع المحلي - العام - مؤشرات كمية إحصائية تعبر عن ممارسات ونشاطات محددة قابلة للملاحظة ، والتأكد منها أمبيريقياً ، مع تقديم التفسير السوسيولوجي لتلك المؤشرات الكمية .
كما أشرنا سابقاً ، أن المجتمع اليمني مجتمع تقليدي ، وأن غالبية السكان يعيشون في الريف ، والمجتمع الريفي يتصف ببساطة التنظيم الاجتماعي المحدد للعلاقات والتفاعلات اليومية بين مختلف الأفراد داخل الأسرة وخارجها ، وأن العلاقات القرابية الأولية هي المميزة للعلاقات الاجتماعية في المجتمع الريفي ، في إطار ذلك تبرز المرأة كفاعلة اجتماعياً ، واقتصادياً ، داخل المنزل وخارجه ، وتلعب أدواراً هامة في قضايا التنشئة الاجتماعية ، وفي قضايا العمل والإنتاج (العمل الزراعي - تربية الحيوانات ) التي تعتبر مصادر دخل للأسرة .
ü في هذه الصدد يمكن القول أن المجتمع اليمني عبر مختلف مراحله التاريخية يؤكد أن المرأة اليمنية تقوم بمساندة فاعلة للرجل في مجالات العمل والإنتاج ، بل وتعتبر شريكاً له في ذلك .
ولما كانت القرى الفلاحية تعتبر مجتمعات مكتفية ذاتياً ، يوجه النشاط الاقتصادي للإستهلاك وفق محددات الاكتفاء الذاتي للأسرة بل وتحقيق الأمن الغذائي ومع قلة - إن لم يكن غياب - العمالة المأجورة، فإن الأسرة الريفية تعتمد في نشاطها الاقتصادي ، والاجتماعي ، على فريق عمل مكون من الزوج - الزوجة والأبناء .
ومع المتغيرات التي حدثت في الريف اليمني منذ منتصف القرن العشرين ، وما قامت به الدول من أدوار فاعلة ضمن عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، كل ذلك أفرز متغيرات اجتماعية ، وثقافية داخل مجتمع القرية ، وداخل الأسرة الفلاحية ، من ضمن تلك المتغيرات بروز أدوار جديدة للمرأة وتنويع نشاطاتها ، ووفقاً لذلك يمكن القول أن رصد مجمل الأدوار والممارسات للمرأة يتطلب مسحاً شاملاً ، ووقتاً وتمويلاً كبيرين ، إلا أنه مع ذلك فإن دراستنا الميدانية التي شملت جميع محافظات الجمهورية ( قريتين في كل محافظة ) أظهرت لنا عدداً من الأدوار والممارسات الفاعلة للمرأة داخل وخارج الأسرة نعرضها في الجدول التالي :
جدول رقم (7)
دور الزوجة بمفردها أو بالشراكة مع زوجها
داخل المنزل حول قضايا عديدة « عينة الدراسة »






المجال
دور الزوج
دور الزوجة
المشاركين بين الزوجين %

رعاية الأطفال
7.5
73
16.0

إدارة البيت
23.7
54.5
20.0

مذاكرة الأولاد
37.8
15.8
10.6

شراء مستلزمات الأسرة
74.3
7.5
7.5

بيع منتجات الأسرة
57.8
5.3
2.5

العمل في الزراعة
30.6
15.6
26.3

تقرير زواج الأبناء
41.2
8.4
27.7

تربية الحيوانات المنزلية
6.1
66.6
9.0

ترميم المنزل وصيانته
55.8
11.1
19.6
h دور المرأة الريفية ونشاطاتها في المنزل :
تشير الإحصاءات الواردة في الجدول إلى ارتفـــاع نسبــة الشراكـــة partnership بين الزوجين في نشاطاتهم ، وأدوارهم الفاعلة في مجالات العمل والإنتاج الزراعي 26.3%، وتقرير زواج الأبناء 27.7%، وفي ترميم المنزل 19.6% ، إضافة إلى الشراكة بينهما في إدارة المنزل ، ورعاية الأبناء الأطفال ، لكن هذه القضايا أو المجالات تختلف حجم نشاطات الزوجة فيها عن الزوج بالأداء الفردي ، فرعاية الأطفال تأخذ أعلى نسبة 73% ، كدور أساسي للمرأة ، وهو يعكس الرؤية التقليدية تجاه المرأة باعتبار دورها الأساسي كفاعلة يكون في المنزل (مجالها الخاص كأم وزوجة ) ، في حين تبرز أعلى نسبة للزوج 74.3% في شراء مستلزمات الأسرة ، وهي عملية ترتبط بالدور والنشاط خارج المنزل ، بل وغالباً خارج مجتمع القرية الريفية ، حيث يمكن للزوج شراء بعض أو غالبية مستلزمات الأسرة من أسواق المدينة ، وهو أمر يتطلب السفر والإختلاط مع الغرباء ، وفيه جهد ومشقة وفقاً للثقافة التقليدية لا تتناسب مع أدوار المرأة ، من هنا تأتي نتائج الدراسة الميدانية معبرة في اتساق منطقي عن واقع المرأة في المجتمع الريفي .
ولعل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة ، قد دفعت المرأة لتمارس أدوار حديثة ( كالعمل بأجر ) أو العمل في محل تجاري خاص بالأسرة ، إضافة إلى ذلك فإن المتغيرات الثقافية وخاصة التعليم ، والتزايد النسبي في محددات الوعي ، قد أثرت إيجاباً (بشكل نسبي ) في إبراز فاعلية المرأة وتمكينها من ممارسة عدد من الأدوار بما في ذلك دورها في اتخاذ القرارات الخاصة بالمنزل وإن بنسب ضئيلة ، إلا أنها تتزايد باستمرار ، وتتنوع مجالاتها بدءاً بحقها في اتخاذ القرار في اختيار عريسها ( أو حتى المشاركة في اتخاذ القرار ) مروراً بالقرارات الخاصة بزواج الأبناء، وإدارة المنزل ، وتحديد مجالات التعليم الخاصة بالذكور والإناث ، إضافة إلى دور المرأة في اتخاذ القرار ( بالمشاركة مع زوجها ) حول التحكم بخصوبتها ، أي حقها في استخدام تنظيم الأسرة، وهو اتجاه جديد لا يزال دور المرأة فيه يتطلب دعم ومساندة كبيرين.
جدول رقم (Cool
مدى مشاركة المرأة الريفية باتخاذ القرارات داخل الأسرة وارتباطه بنشاطها الاقتصادي « عينة الدراسة »







ربة بيت وتعمل بأجر
ربة بيت وتعمل في محل خاص بالأسرة
واجب الزوجة مساعدة زوجها في العمل الزراعي .
يجب أن يكون للزوجة ( المرأة )رأيا في القرارات التي يتخذها الزوج داخل الأسرة .
مناقشة الزوجة مع زوجها للقرارات داخل المنزل .
هل توافق على عمل المرأة خارج المنزل .

12%
5.3%
69.9%
78.9%
25.6%
53.6%
توضح الإحصاءات السابقة ، ستة مجالات ، الأول والثاني يعكسان حجم النساء الريفيات اللاتي يعملن خارج المنزل ( من إجمالي النساء اللاتي تمت المقابلات معهن ) وهي أدوار جديدة تتطلبها احتياجات الأسرة الريفية ، كمصادر دخل إضافية ، وهو تعبير عن ضآلة الدخل المرتبط بالزراعة ، وتعبير عن تزايد وتعدد مصادر الإنفاق ، تلبية لإحتياجات الأسرة ، هذا الدور المتغير يعبر عن تقبل الزوج ، والثقافة التقليدية - تقبل محدود - لنشاطات حديثة تعمل بها المرأة ( وفق شروط أدت إلى ظاهرة تأنيث الوظيفة )(Cool ، إضافة إلى ذلك فإن المجال الرابع جاء تعبيراً عن رغبة النساء الريفيات ، وهي رغبة وطموح مستقبلي يعكس تطلعهن في تجديد أدوارهن ، وتوسيع ممارستهن في اتخاذ القرارات التي لا يجب أن ينفرد بها الرجل . والمجال الخامس من الجدول يعكس واقع ممارسة المرأة للمناقشة مع زوجها في كثير من القرارات الأسرية بنسبة 25.6% من إجمالي النساء اللاتي خضعن للدراسة الميدانية في حين النسبة 78.9% تعبر عن رغبتهن المستقبلية في وجوب أن يكون لهن رأياً في القرارات داخل الأسرة ، هذه الرغبة أو التمني يرتبط بمحاولة المرأة تفعيل ممارساته ، وتجديد أدوارها ، وهو تعبير عن ملامح التغير في بنية الأسرة ، وأدوار المرأة يرتبط به تجديداً في وعي المرأة الريفية ( تجديداً يعكس وعي محدود للمرأة بذاتها ) .
وتصل النسبة إلى 53.6% بموافقتها على عملها خارج المنزل ، وهذا يعكس واقع اجتماعي متغير معاش ، يمكن قياسه كمياً في مختلف مجالات العمل الحديثة التي تشارك المرأة فيها ، وتكمن دلالة ذلك في تزايد المتغيرات الاجتماعية ، والثقافية في الريف اليمني ، وهو يعبر عن تقبل الرجل نشاطات المرأة خارج المنزل ، بما يعني ذلك من اكتساب إتجاهات وأفكار وآراء وتصورات حديثة في وعي الأسرة (وعي الرجل والمرأة ) خاصة مع تزايد دعم الدولة رسمياً ودعوتها إلى تعليم المرأة ، وأهمية مشاركتها في مختلف برامج التنمية الشاملة ، وهو ما نعبر عنه بالقول ضرورة إدماج المرأة في التنمية ، الأمر الذي تطلب وعياً وتغيرً ( حتى لو كان محدوداً ) لأدوار حداثية تمارسها المرأة خارج المجال الخاص .

وليدالحسني
مدير عام
مدير عام

عدد الرسائل : 396
العمر : 37
الموقع : www.alhasny.mam9.com
العمل/الترفيه : المسابقات
المزاج : رائق
تاريخ التسجيل : 28/08/2007

https://alhasny.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المرأة في المجال العام ( موقعها - أدوارها - نشاطاتها Empty رد: المرأة في المجال العام ( موقعها - أدوارها - نشاطاتها

مُساهمة من طرف وليدالحسني الخميس 8 نوفمبر 2007 - 0:44

h دورة المرأة الريفية في المشاركة السياسية :
جدول رقم (9)
دور المرأة في المشاركة السياسية والانتماء إلى عضوية
مؤسسات المجتمع المدني ( الأحزاب / الجمعيات .. )





مجال المشاركة
%

نسبة النساء اللاتي شاركن في الانتخابات.
37.7

الانتخابات البرلمانية 93م .
4.7

الانتخابات البرلمانية 97م .
8.4

الانتخابات الرئاسية 99م .
5.6

الانتخابات المحلية 2001 م .
3.4

المشاركة في جميع الانتخابات السابقة .
5.6

حجم العضوية في الأحزاب .
27.2

حجم العضوية في الجمعيات الخيرية النسائية .
0.7
تعكس الإحصاءات في الجدول رقم (9) الخاص بحجم المشاركة السياسية للمرأة الريفية مؤشرات كمية تقيس حجم ونسب اللاتي شاركن في مجمل الانتخابات التي حدثت في اليمن خلال السنوات العشر الأولى من عمر دولة الوحدة ، وهذه العملية تعد أحد المتغيرات الحديثة في اليمن ذلك أن الإقرار بالديمقراطية والتعددية السياسية ، رافقها اتساع حجم المشاركة في الانتخابات ، وبالرغم أن التحول الديموقراطي لا يزال حديث العهد في اليمن لكنه تغير ملموس في واقع المجتمع له آثاره ومظاهره كماً ونوعاً . وتعد مشاركة المرأة في العمل السياسي تعبيراً عن تغير ثقافي وقيمي في وعي الأفراد ، والجماعات خصوصاً في وعي الرجل ، لقد أظهرت الانتخابات البرلمانية إتجاهاً متزايداً نحو المرأة لاستقطاب أصواتها حتى لو لم يقر الرجل بحق المرأة في المشاركة السياسية ، إلا أن واقع العمل السياسي أثبت أن النساء يشكلن كتلة انتخابية فاعلة لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال .
ومع ذلك فإن حجم النساء المشاركات في الانتخابات لا تزال أقل من حجم الرجال ، ونجد تفسير ذلك في البنية الاجتماعية ومحدداتها الثقافية التي لاتزال تعوق نشاط المرأة في المجال السياسي ، ذلك أن الموروث التاريخي ينعكس في الوعي الجمعي داخل المجتمع محدداً رؤية نمطية لأدوار المرأة يتم فيها استبعادها وعزلها وتهميشها marginalization عن العمــــل السياســــي باعتبـــاره ميدانــــاً ينتمــــي إلى المجـــال العـــام public Sphere ( خارج المنزل ) إضافة إلى أن أمية المرأة يعكس ذاته في استمرار تبعيتها للرجل وخضوعها للثقافة النمطية التي ترسخ في وعي المرأة أن طبيعتها الأنثوية تحدد وجودها الاجتماعي وأدوارها في المجال الخاص Private Shpere الذي تعد المرأة له من خلال أساليب التنشئة داخل الأسرة بل وتفرض عليها الامتثال السلوكي لذلك .
تشيـــــر الإحصــــاءات إلـــــى أن معــــدلات المشاركــــة السياسيـــــة political participation للمرأة الريفية في الانتخابات البرلمانية التي حدثت في اليمن ، تعكس انخفاض كمي لحجم النساء المشاركات ، ونجد تفسير ذلك في اتساع الفجوة التنموية والتحديثية بين الريف والحضر ، حيث يقل حجم التحديث اجتماعياً واقتصادياً في الريف ، في حين يتزايد كماً ونوعاً في المراكز الحضرية خاصة العاصمة ، وهنا تبرز عملية التباين في حجم النساء المشاركات في العمل السياسي ، وفقاً للتباين الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ، الذي تتعرض له الأسرة اليمنية في كلاً من الريف والحضر ، مع الإشارة إلى أن الحضر يتصف بارتفاع معدلات التعليم في أوساط النساء، وارتفاع حجم ومعدلات النساء اللاتي يعملن في سوق العمل الحديث ، وارتفاع حجم النساء في عضوية الأحزاب ، وعضوية الجمعيات الخيرية والنسوية أي ارتفاع في عضوية النساء في مؤسسات المجتمع المدني .
في هذا السياق يمكن القول أن مشاركة النساء الريفيات سياسياً ، يعبر عن تغيير إجتماعي وثقافي ملموس يعكس تقبلاً محدوداً من قبل الرجل ومنظومته الثقافية التقليدية ، هذا التغيير يعبر عن تحديث أدوار المرأة وتجديدها لكنه لا يتضمن بالضرورة تعبيراً عن الوعي الذاتي للمرأة ووعيها الحقوقي بذلك . ويتأكد تحليلنا بمعرفة المحددات الدافعة لمشاركة المرأة في الانتخابات ، وهي محددات تعكس الوسط الاجتماعي والثقافي ( العائلي - القرابي ) الذي تعيش المرأة في إطاره ، معرفة هذه المحددات جاء في سؤال تضمنته الدراسة الميدانية يرصد دوافع المرأة للمشاركة في الانتخابات يمكن عرضها على النحو التالي :
جدول رقم (10)
المحددات الاجتماعية لمشاركة المرأة في الانتخابات «عينة الدراسة »





زوجي
16.6%

أبي
3.4%

المرشح احد أفراد أسرتي
0.8%

المرشح تربطني به علاقة قرابة
1.4%

الشيخ / عاقل القرية
4.1%

رغبتي الشخصية
7.7%
إن بنية المجتمع التقليدية وما تتصف به قوة العلاقات القرابية ، والعشائرية ، لا تؤثر فقط في أدوار المرأة ونشاطاتها بل تؤثر في مجمل العلاقات والتفاعلات التي تحدث في المجال العام اقتصادياً ، وسياسياً ، واجتماعياً ، وقد عكست نتائج الإنتخابات البرلمانية في اليمن للأعوام 93 ، 97م ، 2003م ، والانتخابات المحلية 2001م قوة العلاقات التقليدية لدعم المرشحين ، وضعف العلاقات الحزبية أو الإيدولوجية في هذه الدراسة تعكس نتائجها كما يوضحها الجدول رقم (11) تدني المشاركة السياسي Political participation للمرأة وفق استقلالها في اتخاذ القرار تجاه منح صوتها ، ذلك أن الوسط الأسري والقرابي يفرض نفسه حتى في الاتجاهات والممارسات السياسية ، وإذا كانت العلاقات القرابية هي الأكثر وضوحاً في مجتمع القرية الريفي خصوصاً للمشاركة السياسية للمرأة ليس من حيث التصويت فحسب بل والترشيح أيضاً حيث أظهرت نتائج الإنتخابات المحلية 2001م فوز 35 مقابل 6000 رجل وفوز امرأة واحدة فقط في الانتخابات البرلمانية 2003م وفوز امرأتان فقط في الانتخابات البرلمانية عام 97م مقابل 299رجل ، وهذه تعد عملية جديدة في تاريخ اليمن المعاصر ، ذلك أن المرأة الريفية خلال العقود الأربعة الماضية في كلا شطري اليمن لم تمارس المشاركة السياسية وفق التعدد الحزبي ، بل وفق التعبئة mobilization ضمن أحادية حزبية. وبالرغم من قلة النساء اللاتي رشحن أنفسهن ، إلا أن استقطاب المرأة من قبل مختلف القوى السياسية كان يحظى بأهمية كبيرة ، بمعنى آخر يمكن القول أن مختلف الأحزاب مارست التجنيد النسائي للمرأة ، ونقصد بذلك استقطاب أكبر عدد من النساء عبر الحشد والتعبئة ، ووفق محددات اجتماعية وثقافية تقليدية ، في إطار تحالفات سياسية وقبلية وأسرية ، ذلك أن جميع الأحزاب نظرت إلى المرأة ككتلة انتخابية مهمة من حيث حجم الأصوات ، وحتى لو لم يكن المرشح أو حزبه يؤمن بحق المرأة في العمل السياسي ، إلا أن الرؤية البراجماتية أظهرت تعامل الأحزاب مع المرأة وفق رؤية نفعية ، وإختزالية تتمحور أهمية المرأة فيها بكونها صوت إنتخابي يجب الحصول عليه (9). ومع ذلك فإن النساء الريفيات لا تزال نسبة مشاركتهن في العمل السياسي ضعيفة مقارنة بالذكور في الريف فالنسبة هي 37.5% للنساء مقابل 51% للذكور .
جدول رقم (11)
حجم النساء في الانتخابات البرلمانية في اليمن





عدد المسجلين في في انتخابات 93م
عدد المسجلين في في انتخابات 97م

ذكور
%
إناث
%
ذكور
%
إناث
%

2,209,94
82
475,79
18
3,364,79
73
1,272,07
27
هذا الجدول يوضح حجم النساء اللاتي شاركن في الانتخابات البرلمانية في دورتين انتخابيتين لعامي 93 / 97م ، من حيث التصويت ، والترشيح ، وفق إحصاء رسمي من واقع سجلات الناخبين ، ومشاركتهم كما تحدده اللجنة العليا للانتخابات ، وتفيد هذه الإحصاءات الرسمية للمقارنة مع الإحصاءات والنسب المأخوذة من الدراسات الأهلية ، كما هو الحال في دراستنا هذه .
الجدير بالذكر أن إنخفاض حجم النساء في العمل السياسي لا يقتصر على المجتمع اليمني ، بل يشمل جميع المجتمعات العربية . فلا تزال المرأة الخليجية غائبة عن العمل السياسي كلية ، وأن التواجد الحديث في بعض الدول الخليجية ( قطر ) عكس ضعف تقبل المجتمع للمرأة ، ومحدودية مشاركتها كناخبة ، ومرشحة ، وكذلك الحال في مصر ، وهي ذات تطور كبير في مجالات التنمية البشرية ، أظهرت الانتخابات البرلمانية الأخيرة محدودية المرأة كناخبة ومرشحة ، ووجود بعض القوى الاجتماعية والسياسية الرافضة لمشاركة المرأة في العمل السياسي بالرغم من تزايد حجم النساء في سوق العمل الحديث، وفي مختلف مراحل التعليم ، ووجود تقبل من غالبية أفراد المجتمع لنشاط المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، وذلك ينطبق على الأردن أيضاً .
إن معظم المجتمعات العربية التي شهدت تحولاً ديمقراطياً ( مع اختلاف النسب والحجم ) أظهرت الانتخابات فاعلية قوية للعلاقات القرابية بما في ذلك ضغوط تجاه المرأة من أجل دفعها للتصويت للمرشحين وفق منطق العلاقات القرابية والعشائرية(10) . وعلى مستوى المحافظات اليمنية تتباين نسب وحجم النساء اللاتي شاركن في الانتخابات البرلمانية ، فهناك محافظات تتزايد نسب المشاركة السياسية للمرأة الريفية يقابله انخفاض مشاركة المرأة في محافظات أخرى ، ويوضح الجدول رقم (12) حجم النساء اللاتي شاركن في الانتخابات في مختلف محافظات الجمهورية .
جدول رقم (12)
حجم المشاركة السياسية للمرأة الريفية على مستوى المحافظات
( عينة الدراسة )





المحافظة
نعم
لا


صنعاء
12
31


عدن
35
15


تعز
29
19


الحديدة
30
15


لحج
13
17


إب
30
12


أبين
18
24


ذمار
37
8


شبوة
23
22


حجة
30
15


البيضاء
23
21


حضرموت
24
25


صعدة
18
26


المحويت
10
34


المهرة
38
18


مأرب
23
19


الجوف
10
36


عمران
23
21


الضالع
37
17
صفوة القول في هذا المجال أن المرأة الريفية تلعب أدواراً فاعلة ضمن محيطها الاجتماعي والأسري والقرابي ، وأن لها ظهوراً في المجال العام داخل مجتمع القرية الريفية ، سواءً في عملها الانتاجي في الزراعة ، أو عمل في محل خاص ، أو ظهورها في أنماط العلاقات السائدة قرابياً ، من خلال بعض التحالفات والمصاهرات التي يتم بنائها وتكوينها ، إضافة إلى ظهورها في العمل السياسي ، من حيث مشاركتها في الانتخابات البرلمانية ، والمحلية كناخبة ، ومع ذلك فإن مجالات نشاط المرأة في مجتمع القرية الريفي ( أي خارج نطاق الأسرة لا يزال تواجد محدود مقارنة بالرجل الذي يهيمن على مجمل الأنشطة والفعاليات .
جم مشاركة المرأة الريفية في عضوية الأحزاب والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني :
لا يرجع ضعف مشاركة المرأة في المجال العام ضمن المجتمع الريفي إلى عوامل ذاتية فقط ( ترتبط بالمرأة نفسها ) بل بعوامل ثقافية وعلائقية ( ترتبط بالثقافة التقليدية السائدة التي تقلل من أهمية العمل السياسي للمرأة ) إضافة إلى ضعف أو غياب دعم حقيقي للمرأة من قبل الأحزاب والتنظيمات السياسية ، ومختلف مؤسسات المجتمع المدني الحديث ، وذلك يعبر عن ضعف الطبقة الوسطى ذات التوجه الليبرالي في مساندة المرأة الريفية وإدماجها في النشاط العام ، ورغم أن جميع الأحزاب تؤكد في برامجها السياسية - والانتخابية - أهمية دعم المرأة في العمل السياسي ، وحقها في أن تكون ناخبة ، ومرشحة في جميع الإنتخابات ، لكن الواقع العملي يعكس ضعف المناصرة ، والمساندة، من هذه الأحزاب تجاه المرأة بشكل عام ، والمرأة الريفية خصوصاً(11) .
ونؤكد ذلك بما أظهرته نتائج الدراسة الميدانية ، وفق الإجابة على تساؤلات تتضمن معرفة حجم النساء في عضوية الأحزاب ، وفي عضوية الجمعيات الخيرية والنسائية ، حيث تصل النسبة إلى 27.2% تعبر عن حجم النساء في عضوية الأحزاب ( أي حزب ) ، وهو أقل بكثير عن حجم العضوية الحزبية للرجال ، وتأتي النسبة 0.7% أقل من واحد في المائة لتعبر عن حجم النساء اللاتي هن أعضاء في جمعيات خيرية أو نسوية ، وهذه نسبة ضئيلة جداً لكننا نجد تفسيرها السوسيولوجي في أن جميع مؤسسات المجتمع المدني NGOS ( جمعيات خيرية - نسائية - ثقافية - منظمات حقوقية ) تتمركز في المدن ، والمراكز الحضرية خاصة العاصمة صنعاء ، وأن حجم الجمعيات التي تصل خدماتها إلى الريف ضئيل جداً ، وليس بينها خدمة المساندة والمناصرة السياسية للمرأة ، وأن غالبية الجمعيات التي يتمحور نشاطها في خدمة المجتمع الريفي ليس من اهتمامها المساندة السياسية للمرأة ، ومع أن واقع المؤسسات الأهلية في اليمن يعبر عن تزايد حجم الجمعيات الخيرية والنسوية ، لكن جميعها تهمل ضمن نشاطها إحتياجات المرأة الريفية ، بل إن غالبية النساء الريفيات لا يعرفن حتى أسماء هذه الجمعيات

وليدالحسني
مدير عام
مدير عام

عدد الرسائل : 396
العمر : 37
الموقع : www.alhasny.mam9.com
العمل/الترفيه : المسابقات
المزاج : رائق
تاريخ التسجيل : 28/08/2007

https://alhasny.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى