منتدى الشــامل للمعلومات العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إستراتيجية لتفعيل دور المرأة

اذهب الى الأسفل

إستراتيجية لتفعيل دور المرأة Empty إستراتيجية لتفعيل دور المرأة

مُساهمة من طرف وليدالحسني الخميس 8 نوفمبر 2007 - 0:23

إستراتيجية لتفعيل دور المرأة في حائل من خلال الأعمال التي تناسب طبيعتها وتحافظ على كرامتها


حائل - أحمد القطب:


تعد التنمية من المصطلحات الحديثة التي لم يتعرف اليها العالم إلابعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وقد انتشر المصطلح - في البداية - باعتباره مصطلحا اقتصاديا حين عرفت التنمية الاقتصادية كاتجاه يهدف إلى زيادة النمو الاقتصادي والوصول به الى معدلات عالية تواكب الزيادة السكانية وتتناسب مع تزايد الاحتياجات البشرية.
ثم تطور مفهوم التنمية ليصبح أكثر اتساعا - بحيث شمل - إلى جانب التطوير الاقتصادي - التطوير الاجتماعي لتمتد عملية التنمية الى جوانب أخرى بعد أن خلت - لفترة ليست قصيرة - تقتصر على الجوانب الاقتصادية.. ومع انتشار المصطلح ودخوله الى مجال التطبيق العملي خلال النصف الثاني من القرن العشرين اتسعت تعريفاته لتصبح أكثر شمولية بظهور مصطلح التنمية المستدامة التي تعني تلك التنمية الشاملة التي تهدف الى تطوير المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا، بحيث يكون المجتمع كله في حركة تطوير دائمة.
والتنمية المستدامة هي تنمية مستمرة ليس لها محدد، فالدول النامية تسعى للوصول إلى مستوى متطور يماثل المستوى الذي وصلت اليه الدول المتقدمة، والدول المتقدمة تواصل سعيها لايجاد أو اشتقاق وسائل تحسن استخداماتها لمواردها الطبيعية وتحسن حالة البيئة التي تعيش فيها شعوبها وترفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي لهذه الشعوب من خلال توسيع الخيارات لهم ليتمتعوا بحياة كريمة ومستقرة.
ولكي نتعرف على أبعاد الدور الذي من الممكن أن تشغله المرأة في العملية التنموية كونها نصف المجتمع فقد حاورنا الدكتور حمد بن عقلا العقلا أمين عام الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل وأمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بالقاهرة سابقاً فكان الحوار التالي:
٭ بداية كيف ترون دور المرأة في التنمية؟
- تطور مفهوم تنمية المرأة في السنوات الأخيرة ليتخذ شكلا منهجيا جديدا، فالتنمية الفعالة في المجتمع هي التي تضمن مشاركة المرأة والرجل على حد سواء في تحقيق الهدف الأساسي للتنمية وهو ايجاد بيئة تمكن الناس - بصفتهم الثروة الحقيقية للأمم - من التمتع بحياة طويلة وصحية وخلافه، وعليه فقد اتجه النظر إلى المرأة باعتبارها كيانا مشاركا في الرافد الرئيسي للسياسات والبرامج والأنشطة التنموية، وتفعيل دور المرأة في التنمية هو جزء من تفعيل دور الشركاء في عمليات التنمية على كافة الأصعدة الإنتاجية وعلى كل المستويات الثقافية والاجتماعية باعتبار أن المرأة هي نصف المجتمع ومشارك رئيسي في تحقيق رفاهيته ورفع مستوى تعليمه والحفاظ على صحته وصيانة مقدراته والمحافظة على موارده.. ولابد لنا هنا ان نؤكد على أهمية دور المرأة في بناء وتكوين حياة الطفل وبهذا فهي الى جانب كونها مسؤولة عن نفسها فهي ايضا مسؤولة عن النصف الآخر في المجتمع «الطفل» فمن هنا نجد أن ما نسبته فوق الـ 75٪ في المجتمع هم من النساء والأطفال.
ولابد من تبني المجتمع باسره لسياسات تفعيل دور المرأة في التنمية وتنمية قدراتها على القيام بأدوار مخططة ومهام محددة ومتكاملة في هذا الاطار من خلال التوعية والتدريب المكثفين للمرأة وتنمية مستواها الاجتماعي والاقتصادي، ويمكن للمرأة أن تلعب عدة أدوار في خدمة عملية التنمية في أي مجتمع يهدف الى تحقيق برنامج تنموي، فاضافة إلى دورها التقليدي الذي قامت به المرأة منذ القدم كأم وربة بيت وزوجة توفر للزوج والأولاد الأمان النفسي والاستقرار الذي يساعدهم على العمل والانتاج الذي يساهم في تفعيل التنمية بطريق غير مباشر وتهتم بمنزلها بحيث يكون بيئة صالحة تشكل الخلية الأولى للمجتمع الصالح، فانها تساهم في التنمية من خلال دورها الانتاجي: معلمة وطبيبة وفي عدد من القطاعات الاقتصادية ومن خلال الأعمال التي تناسب طبيعة المرأة وتحافظ على كرامتها والتي نهضت بها بنجاح.
وقد استثمرت المرأة المناخات المواتية التي هيأتها حكومتنا الرشيدة لها لتساهم في مسيرة التنمية، فعادت للظهور على خارطة العمل التنموي بصورة جديدة وبمعدلات انتاج مختلفة بعدما تسلحت بالعلم والمعرفة وكونت ثقافتها التي تميزها وتمكنها من الانخراط في صفوف العمل التنموي بالمجتمع.
وساهمت النهضة التعليمية التي شهدتها بلادنا في هذا العهد الزاهر في تغيير المفاهيم الاجتماعية للمرأة ومنحها دورا أكبر من العمل التطوعي وزيادة تأثيره في الأسرة والأبناء بشكل أكثر وعيا بما توافر لديها من علم وثقافة، وانخراطها في سوق العمل والمشاركة الأسرية والمشاركة الثقافية والمشاركة المجتمعية في صياغة السياسات التنموية وتنامي حجم قوة العمل النسائية باستمرار.
ولا ينبغي ان تلفتنا هذه الانجازات التي ساهمت في تعظيم عائدات التنمية عن المعوقات التي تحول دون زيادة اسهامات المرأة في عملية التنمية.
٭ في منطقة حائل، إلى أي مدى يمكن للمرأة ان تكون شريكا في عملية التنمية؟
- لقد حققت - ولله الحمد - منطقة حائل في السنوات الأخيرة انجازات كثيرة وشهدت تحولات مهمة - الا ان ما تحقق فيها يظل مرشحا للزيادة بشرط مواجهة التحديات التي تقلل سرعة التنمية في المنطقة وأبرزها تزايد النمو السكاني بمعدلات لا تتناسب مع توظيف القوى العاملة، نزوح السكان إلى المدن الكبيرة مثل الرياض وجدة والدمام، وتأثر الانفاق واعانات التطوير الحكومي بتذبذب اسعار النفط، وضعف مستويات النمو الاقتصادي مقارنة بامكانات المنطقة الهائلة، كذلك عدم قدرة بعض مرافق البنية التحتية على تطوير اقتصاد قوي ومتنام، الى جانب محدودية الفرص التعليمية للدراسات العليا للطلاب والطالبات.
من هنا أتت أهمية انشاء الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل مستجيبة لدواعي النمو السكاني والاقتصادي والعمراني الذي تشهده المنطقة وتواجه الأعباء التي يفرضها هذا النمو وتحافظ على ما تحقق في المنطقة من انجازات وتساهم في تسريع مسيرة التنمية الشاملة في المملكة.
ولما كان تحقيق التنمية والاسراع بمعدلاتها يتطلبان اشتراك كل فئات المجتمع في تحقيقها فقد أولت الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل موضوع اشراك المرأة في مسيرة التنمية وتعزيز دورها التنموي اهمية كبيرة.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل على الأهمية الكبيرة لضرورة مشاركة المرأة في تنمية المنطقة وضرورة استيعاب دورها الحيوي من خلال التوجه الحالي للعمل التنموي في المنطقة من خلال النظم والقوانين والتشريعات الإسلامية السمحة وبما يخدم المرأة ويعود بالنفع على الصالح العام، واستثمارا لما أولته حكومتنا الرشيدة للمرأة من رعاية واستشعارا لأهمية مشاركتها في نهضة الوطن ومساهمتها في الانتاج ومشاريع التنمية حين أضحت عالمة وطبيبة واستاذة جامعية ومعلمة وصارت عطاءاتها مضرب المثل في كل مكان التحقت به ويجب ان يرتكز عمل الهيئة في هذا المجال على ضرورة تبني المجتمع بأسره لسياسات تفعيل دور المرأة في التنمية ومواجهة التحديات التي تواجه تفعيل دور المرأة في العمل التنموي في المنطقة.
٭ ماهي ابرز التحديات التي قد تواجه تفعيل مساهمة المرأة في العمل التنموي في منطقة حائل؟
- التحديات ليست بالقليلة فعلى سبيل المثال يجب علينا بدايع تسريع خطوات استكمال البنية المؤسسية لتفعيل عملية تضمين المرأة في سياق التنمية على جميع المستويات وتوفير فرص أكثر للتوظيف خاصة بين خريجات الجامعة والتعليم المتوسط والقضاء على الأمية النسائية كذلك الحد من نقص القدرة المادية لبعض النساء خاصة المرأة الريفية التي تقف وحدها في خضم الحياة، وزيادة الكفاءة التنافسية للمرأة في ضوء التحديات الراهنة، أيضا السعي لتغيير النظرة الاجتماعية الخاطئة التي تحد جهود المرأة وتعتبرها مخلوقا ادنى من الرجال، علاوة على تشجيع المرأة واعادة تنمية قدراتها ومواهبها الابداعية في المجالات التي يمكن أن تتفوق فيها والتي تتلاءم مع طبيعتها، كما ان من الأهمية بمكان أن نعالج ذلك النقص في الوعي المجتمعي بأهمية الحاجة إلى جهود النساء في التنمية واهمية التكاتف بين النساء والرجال لتكوين المجتمع القوي «فالنساء شقائق الرجال» ودور المرأة لا يمكن ان يكون مقتصرا على الإرضاع والطبخ فهناك تربية النشء ونشر الخير والمشاركة في بناء الأسرة والمجتمع إلى جانب ضعف ثقة بعض النساء بالنفس واحساسهن بالعجز وعدم القدرة على الاندماج في منظومة التنمية وعدم الاهتمام بتطوير المهارات الفردية وتنمية المواهب مثل الخياطة والتأليف والكتابة وفن الديكور وغيرها من المواهب كذلك العوائق الأسرية التي قد تواجهها بعض النساء من داخل اسرتها وتسيطر عليها بسببها الاحباط واليأس، وعدم استشعار حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المرأة في الدورين الأسري والانتاجي مما يصيبها بالسلبية واللامبالاة وتضييع المسؤوليات المناطة بها.
٭ هل هناك استراتيجية لتفعيل دور المرأة التنموي في المنطقة؟
- نعم هناك استراتيجية أعدتها الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل تهدف إلى تفعيل دور المرأة التنموي في منطقة حائل من خلال تنمية قدراتها على القيام بأدوار تنموية مخططة وزيادة قدرتها على المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية واستحداث الآليات التي تحقق تنسيق جهود الجهات المعنية من جمعيات ومنظمات حكومية وغير حكومية كي تتضمن مشروعاتها مهام محددة لتفعيل دورها المطلوب في الاسراع بمعدلات التنمية في المنطقة.
٭ ماهي الآليات التي سيتم من خلالها تنفيذ هذه الاستراتيجية؟
- يمكن تلخيص آليات تنفيذ الاستراتيجية المقترحة لتفعيل دور المرأة التنموي في منطقة حائل مرتبة حسب الأولوية على النحو التالي:
- اجراء استبيان على مستوى حائل للتعرف على وجهات نظر المرأة في توفير مشاركة تنموية فاعلة لها بما يمكن صياغة برنامج عمل واقعي.
٭ إجراء احصاء لاعداد النساء في منطقة حائل وتوزيعهن الديمجرافي بين الريف والحضر ومستوياتهن التعليمية وظروفهن الاجتماعية وامكانية اسهامهن في مسيرة التنمية.
٭ التعرف الى الصعوبات التي تواجه تشغيل النساء في مختلف القطاعات التي تناسب طبيعتهن ومحاولة الرقي بمستوى الإنتاجية.
٭ تحديد طبيعة وحجم المشاريع المتاحة للمرأة والمجالات المرتقبة للتوظيف النسائي التي تساهم في تفعيل دورهن المطلوب في عملية التنمية.
٭ إنشاء مركز تدريب يتولى تحديد الاحتياجات التدريبية للقوى العاملة النسائية في منطقة حائل؟
- تنمية المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمرأة وزيادة مشاركتها في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفي مجالات أخرى كثيرة مثل الجمعيات والمنظمات الاجتماعية التي تهدف الى تنمية المجتمع والجمعيات ذات الطابع الخيري والاجتماعي وجمعيات ونوادي العلوم وجمعيات رعاية المعوقين او ذوي الاحتياجات الخاصة وجمعيات رعاية الأمومة والطفولة وجمعيات حماية المستهلك .. الخ.
- زيادة القدرات الصحية والتعليمية للمرأة مع تركيز خاص على نوعية التعليم الذي تحصل عليه وارتباطه بالبيئة المحلية التي يعيش بها.
٭ هناك دور هام ومفصلي للمرأة في تنمية الطفل كيف ترون مثل هذا الدور؟
- تلعب المرأة الدور الأهم في عملية تنمية الطفل فعملية التنشئة الأولى للطفل تبدأ من مهد أمه من خلال ما يسميه علماء النفس الاشباع - والاشباع بمعناه الواسع يعني: الإشباع النفسي والإشباع الحسي والاشباع الثقافي، ويخطىء من يظن ان حكايات الطفولة التي تحكيها الأم لطفلها إنما يقصد بها التسلية لأن هذه الحكايات هي التي تشكل جزءا كبيرا من ثقافة الطفل وقيمه ومبادئه ونظرته إلى الناس والمجتمع بل نظرته إلى العالم بل إن هذه الحكايات والقصص هي التي تشكل ثقافته كلها ولا شك ان عملية بناء التكوين الثقافي للطفل هي جزء من عملية التنمية بمعناها الواسع لأنها تشكيل لعقل ووجدان الانسان الذي يقع على كاهله عبء تحقيق التنمية وبقدر ما تكون هذه التنشئة صحيحة بقدر ما تستقيم عملية التنمية ذاتها وتحقق أهدافها على النحو الصحيح والصحي ايضا.
ولا شك أن تنمية الطفل الصحيحة وفقا لمتغيرات العمر تبدأ من خلال اكتشاف مهارات الطفل وقدراته ومواهبه والعمل على تنميتها وتغذيتها وتطويرها والاهتمام بتدريب الطفل على التفكير العقلي والابتعاد عن تشكيل ثقافة تعتمد على الخرافات مع تأكيد القيم الدينية والروحية وتأصيل العقيدة الإسلامية والخصال الرفيعة داخل نفسه، كما تستطيع الأم أن تزرع في ابنها حب الرياضة باعتبار ان العقل السليم في الجسم السليم ومن خلال التدريب والممارسة تتأكد في الطفل الروح الرياضية التي تقوم على المنافسة الشريفة، والى جانب ذلك كله فان تأكيد النزوع إلى القراءة والاهتمام بالبحث عملية طبيعية وتلقائية يستطيع الطفل أن يتعلمها من خلال التنمية الرشيدة التي توفرها الأم لطفلها وهذه مجرد نماذج لما تستطيع ان تقوم به المرأة في تربية طفلها ومن ثم اعداده بشكل جيد لأداء دوره المهم مستقبلا في مسيرة التنمية.

وليدالحسني
مدير عام
مدير عام

عدد الرسائل : 396
العمر : 37
الموقع : www.alhasny.mam9.com
العمل/الترفيه : المسابقات
المزاج : رائق
تاريخ التسجيل : 28/08/2007

https://alhasny.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى