دور المرأة في الارشاد الزراعي والمائي

]تقديم :
تقوم المرأة الفلسطينية في المجتمع الريفي بأدوار أساسية ذات تأثير واسع على فرص التنمية الريفية، ويمكن تلخيص أهم أدوار المرأة الفلسطينية في الريف كالآتي:
ـ المرأة لها الدور الأكبر في التنشئة الاجتماعية، حيث لا يتوقف دورها عند الإنجاب، ولكن يكون للمرأة في الريف الفلسطيني الدور الأكبر في تنشئة الأولاد، حيث تقوم بدور المُربِّي والمُعَلِّم الأول للأبناء.
ـ المرأة هي المسؤول الأول عن الاستهلاك العائلي في الريف، ففي الغالب يكون لها الوزن الأكبر في تخطيط استهلاك الأسرة من حيث الحجم والتوقيت، ورغم محدودية موارد أغلب الأسر الفلسطينية في الريف إلا أن المرأة غالبًا ما تنجح في تدبير الأمور الاقتصادية لهذه الأسرة، وتكون بمثابة صمام الأمان الاقتصادي لها، وفي معظم القرى تعتبر الحُلِيِّ الذهبية للمرأة الريفية وثيقة تأمين لأسرتها يمكن التصرف فيها في حالة تعرض الأسرة لأي أزمة اقتصادية.
ـ تعتبر المرأة الريفية قوة إنتاجية ضاربة، فإلى جانب دورها في عملية الاستهلاك فإنها تلعب دورًا مهمًّا في عملية الإنتاج الريفي من خلال مساعدة الرجال في الأعمال الحقلية المتنوعة رغم صعوبتها، فهي التي تقوم بعملية تخزين الغلال وتقوم بإعداد التقاوي للموسم الجديد وتقوم أحيانًا بعمليات الرعي وحلب الألبان وتصنيعها في المنزل، هذا إلى جانب احتكارها لإنتاج وتربية الدواجن، وإلى جانب ذلك تقوم ببعض الصناعات اليدوية المنزلية، وتقوم بتسويق الحاصلات الزراعية والمنتجات المنزلية الريفية.
وبالتالي فإن المرأة تقوم بدور اقتصادي مركب في الريف الفلسطيني، ويتجمع هذا الدور ويتراكم؛ ليجعل من المرأة الريفية القوة المؤثرة في تنمية الريف سواءً بترشيد الاستهلاك أم بزيادة المدخرات والملاحظ أن دور المرأة في الريف قد تضاعف وخاصة في القرى الفلسطينية التي شهدت موجات من هجرة الرجال إلى الخارج او للعمل داخل مناطق الخط الاخضر اوبسبب هجرة الرجال من الريف إلى المناطق الحضرية والمدن المجاورة للريف للعمل فيها بأجر، وتشير الدراسات إلى أن عمل المرأة في مجال العمليات الزراعية أصبح يمثل حوالي 80%.
وعلى الرغم من هذا الدور الكبير للمرأة في المناطق الريفية في عملية التنمية، وخاصة في العمليات الزراعية إلا أن معظم هذه الأعمال التي تقوم بها المرأة الريفية تدخل ضمن العمل دون أجر نقدي مباشر، وتدخل في نطاق القطاع غير الرسمي، والذي لم يَحْظَ في فلسطين بدراسات وافية حتى الآن، ويرجع إهمال دور المرأة الريفية في العمليات الزراعية وغيرها من مجالات النشاط الاقتصادي في الريف إلى النظرة الضيقة للإنتاج والأنشطة الإنتاجية، والتي لا تدخل في نطاق الأنشطة الاقتصادية، أَيُّ نشاط لا يرتبط بعملية التبادل بشكل نقدي.
الوضع الراهن للمرأة الريفية في مجال الارشاد الزراعي:
عملت وزارة الزراعة ومنذ انشاؤها في العام 1995 على التأكيد على اهمية المرأة في القطاع الزراعي من خلال انشاء قسم خاص للارشاد النسوي ضمن هيكلية الادارة العامة للارشاد والتنمية الريفية (بدأ العمل من خلال 10 مهندسات زراعيات)ليتطور فيما بعد الى ادارة منفصلة هي دائرة التنمية الريفية لادارك القائمين في وزارة الزراعة على الدور الرائد الذي تلعبه المرأة الريفية الفلسطينية.
اما الاهداف التي انشئت دائرة التنمية الريفية من اجلها فيمكن تلخيصها بما يلي:
1. توعية المرأة الريفية في اساليب الزراعة الحديثة.
2. اكساب النساء الخبرات والمهارات في مجال العمل والتسويق.
3. خلق فرص عمل للنساء الريفيات من خلال مشاريع وزارة الزراعة.
4. دمج النساء الريفيات في جمعيات تعاونية انتاجية، مراكز نسوية، جمعيات خيرية...
5. اشراك المراة الريفية في انشطة تدريبية ذات علاقة بالتنمية.
وقد لوحظ خلال السنوات العشر من عمر هذه الدائرة التطور الملموس والتغييرات في نمط تفكير المرأة الريفية من خلال اقبالها المتزايد ومشاركتها في الانشطة التي تعقدها الدائرة.
تعمل دائرة التنمية الريفية من خلال محورين هما:
1. المشاريع الصغيرة المدرة للدخل.
يشمل هذا المحور تشجيع النساء على البدء بمشاريع خاصة مدرة للدخل جماعية في معظمها من اجل ضمان استمرار مثل هذه المشاريع لادراك الدائرة للدور الاجتماعي الذي تلعبه المراة الريفية في حياة اسرتها ويمكن تلخيص اهم المشاريع كما يلي:
- الحديقة المنزلية.
- المشاريع الحرفية.
- تربية الاغنام والماعز.
- تربية النحل.
- زراعة فطر المشروم.
2. الخدمات الارشادية والتدريبية:
- الدورات والمحاضرات (محاضرات ترشيد استخدام الماء، التصنيع الغذائي، تربية النحل)
- المشاهدات وايام الحقل (حصاد مائي، المكافحة المتكاملة، المياه الرمادية).
- ورشات العمل والاجتماعات (النباتات الطبية، مكافحة الآفات).
- الزيارات الفردية (زيارات للمزارعات).
نظراً للاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال فقد تم التركيز على تقديم مشاريع تتركز حول الحديقة المنزلية بهدف توفير الغذاء للعائلة الفلسطينية ضمن الوضع الاقتصادي السائد ويمكن تلخيص انجازات هذه المشاريع كما يلي:
• تأسيس 143 حديقة منزلية التي تشرف عليها النساء في 5 محافظات فلسطينية.
• حفر 143 بئر جمع من اجل الحصاد المائي عن اسطح المنازل.
• توزيع اشتال نباتات طبية ورزمة ادوات حقلية ومبيدات بهدف تطويرالحدائق المنزلية التي تشرف عليها النساء.
• تزويد الحدائق المنزلية بشبكات الري وتوعية النساء في مجال استخدامها.
• حفر 13 بئر لـ 13 امرأة في منطقة الاغوار.
• عمل مشاهدة حصاد مائي في منطقة الاغوار حول الحصاد المائي عن البيوت البلاستيكية من اجل استغلال هذه المياه لري الحدائق المنزلية الخاصة.

الوضع الراهن للمرأة الريفية في مجال الارشاد المائي:
عند الحديث عن برامج الارشاد والتوعية المائية فلابد من الاشارة الى ان الادارة العامة المسؤولة عن هذا البرنامج هي الادارة العامة للتربة والري والتي رسالتها الارشادية بما يلي:

(رفع الوعي المائي وتحسين كفاءة استخدام المياه)
عند وضع الرسالة الإرشادية قصد منها إن تكون عامة وشاملة على قدر الإمكان وذلك لان القطاع المستهدف من هذه الرسالة واسع وعام وكذلك لاختلاف التوجهات والأهداف لدى المؤسسات والوزارات العاملة في هذا القطاع الرائد، وكذلك لعدم وضوح الاتجاه العام للوضع المائي الفلسطيني لغاية ألان، لان المفاوضات الخاصة بقطاع المياه ستكون في المرحلة النهائية وهكذا لا تستطيع هذه المؤسسات اعتماد برنامج واضح للإعلام أو للإرشاد إذا لم نعرف الوضع المائي في البلاد، وكمية المياه التي سنحصل عليها بحيث نخطط على أساسها البرامج الارشادية المائية وكيفية تحقيق ذلك بأيسر السبل.