منتدى الشــامل للمعلومات العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تمكين المرأة العربية ومتطلبات تحقيقه

اذهب الى الأسفل

تمكين المرأة العربية ومتطلبات تحقيقه Empty تمكين المرأة العربية ومتطلبات تحقيقه

مُساهمة من طرف وليدالحسني الإثنين 5 نوفمبر 2007 - 14:42

تشير الاحتفاليات بيوم المرأة العالمي‏,‏ وما أثار تقرير التنمية الإنسانية العربية الرابع الصادر حديثا‏,‏ بتشخيصه لوضع المرأة وأولويات ومتطلبات النهوض بمكانتها ودورها التنموي‏,‏ العديد من علامات الاستفهام حول درجة فاعلية السياسات والجهود الحكومية والأهلية التي تبذل في العديد من البلدان العربية‏,‏ ومنها مصر وهو ما يقودنا للتساؤل حول السياسات القائمة والهدف منها‏,‏ وما اذا كانت تهدف الي محاولة إشباع احتياجات أساسية‏,‏ أم أنها تهدف الي تمكين حقيقي‏.‏ فقد أخذت قضايا المرأة العربية مكانة متميزة في أجندة العمل الوطني‏,‏ رغم تباين درجته بين الدول العربية‏,‏ كما حظيت بنصيب وافر من أنشطة العديد من مؤسسات المجتمع المدني ولاسيما الجمعيات الأهلية‏,‏ علي مدي السنوات الست الماضية‏,‏ وقد انعكست تلك الجهود في التحسن النسبي الذي شهده وضع ومكانة المرأة وحيز الفجوة القائم بين دعاوي إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة والواقع المجتمعي‏,‏ ودرجة حث مؤسسات المجتمع المدني علي دمج المرأة في أنشطتها وتعزيز آليات مشاركتها‏.‏

ولكن يظل هذا التحسن النسبي ومردوده المجتمعي أقل بكثير من المأمول والمطلوب‏,‏ كما أنه لا يتوافق وحجم الحشد الإعلامي والجهود الحكومية وغير الحكومية التي تبذل في هذا الإطار‏,‏ الأمر الذي يفسر أهمية بناء استراتيجية خاصة بتمكين حقيقي للمرأة‏,‏ استراتيجية تنطلق من نتائج قياس مدي فاعلية السياسات والتوجهات الحكومية وغير الحكومية المتعلقة بالنهوض بوضع المرأة من ناحية‏,‏ ولا تقتصر علي تطوير الأطر السياسية والثقافية والقانونية فقط‏,‏ أو تركز علي سد الاحتياجات من ناحية ثانية‏,‏ ولكن تسعي نحو بناء ثقافة مجتمعية مشجعة لدور المرأة‏,‏ وتستند لشراكة حقيقية بين القطاعات الثلاثة‏(‏ الحكومي‏,‏ والخاص‏,‏ والأهلي‏)‏ تبدأ بالتخطيط وتنتهي بالتقييم مرورا بالتنفيذ‏.‏

فالملاحظ أن عدم القدرة علي توفير مناخ موات لدعم قضايا المرأة وتجاوز العديد من العقبات والتحديات التي يترجمها الواقع المجتمعي‏,‏ قد انعكست بوضوح علي حجم ثمار جهود المرحلة السابقة رغم تعددها وكثافتها‏,‏ حيث ظلت محدودة ومحددة بالتحسن النسبي الذي أفرزته خطط وسياسات تحسين وضع المرأة في المجتمع العربي‏.‏ ومن ثم‏,‏ فإن نقطة الانطلاق نحو بناء هذه الاستراتيجية‏,‏ يجب أن ترتبط بتشخيص دقيق لدرجة خصوصية المجتمعات المحلية وتباين احتياجاتها وأولوياتها وحجم الموارد المتوافرة لديها‏,‏ فضلا عن تحديد الأطراف الفاعلة وتحديد أدوارها بحيث تشمل الي جانب المؤسسات الحكومية وغير الحكومية‏,‏ القيادات التقليدية‏(‏ العائلات والأسر‏,‏ والقبائل‏),‏ كما يجب أن ترتبط بتشخيص ذلك التشابك والتعقيدات الناتجة عن التداخل الشديد لمجموعة القيود التي حدت من تأثير الجهود المبذولة في المرحلة السابقة‏,‏ فهي قيود لا تقتصر فقط علي المعوقات المرتبطة بالإرث الثقافي من العادات والتقاليد‏,‏ أو بالتأثير السلبي لسياسات الإصلاح الاقتصادي أو بضعف المجتمع المدني الذي مازال في مرحلة بناء‏,‏ ولكنها قيود ترتبط أيضا بقدر أكبر بعدم تكامل السياسات الهادفة لتمكين المرأة
عبر توسعة الخيارات والفرص أمامها في جميع المجالات‏,‏ وبالمنهاج التكاملي الذي يجب أن تتبناه هذه السياسات بالقدر الذي يكفل مشاركة المجتمعات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز فرص التنمية المستدامة وموقع المرأة فيها‏,‏ وفي هذا الإطار يمكن الحديث عن مستويين من السياسات‏:‏ الأول يتعلق بمتطلبات التمكين غير المتوافرة‏,‏ والثاني الخاص بطبيعة الشراكة المطلوبة‏.‏

فبالنسبة للمستوي الأول‏,‏ نجد أن متطلبات ومحددات عملية التمكين تقتضي الاستناد الي مجموعة من الإجراءات والسمات التالية‏:‏

ـ أن تتم عملية تمكين المرأة من منظور حقوقي‏,‏ وهو ما يتطلب تجاوز فلسفة المنطق التقليدي في التعامل مع حقوق المرأة بقصرها علي تلبية الاحتياجات وتقديم الخدمات والرعائية‏.‏

ـ توفير مساحة تعتمد علي الاعتراف بالمرأة كعنصر فاعل في عملية التنمية وكمظهر رئيسي لعملية الإصلاح والتحول الديمقراطي‏.‏

ـ القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة‏.‏

ـ أن تشتمل آليات بناء قدرات المرأة علي زيادة الوعي بالذات وتحقيق الاعتماد علي النفس‏.‏

وهو ما يقونا الي المستوي الخاص بالشراكة المطلوبة‏,‏ فالبنسبة للأطراف يجب أن تتحدد الأدوار وطبيعة الشراكة ودرجتها ومستوياتها بين الشركاء الثلاثة‏(‏ المجتمع المدني والحكومة والقطاع الخاص‏),‏ وهو ما يتطلب بالتبعية وضع مجموعة من الأسس‏:‏

ـ أن تتوافر للمنظمات الأهلية القدرات والإمكانيات والخبرات‏,‏ وان يتم بناء قدرات هذه المنظمات‏,‏ بحيث تستند الي بناء مؤسسي بين القطاع الخاص‏,‏ والمؤسسات الحكومية‏,‏ والمجالس القومية المهتمة بقضايا المرأة‏,‏ والجامعات والإعلام المحليين‏.‏

ـ بناء حركة نسائية تمتلك من المقومات والأهداف ما يوفر لها القدرة علي التأثير في البيئة المجتمعية والسياسات العامة‏.‏

أما بالنسبة للبرامج فتبرز أهمية تكاملها في مجالات النشاط‏(‏ برنامج اقتصادي دقيق لتمكين المرأة‏,‏ برنامجان صحي وتعليمي‏,‏ استهداف فئات بعينها‏,‏ برامج سياسية‏,‏ رعاية اجتماعية‏)‏ وتكاملها في توجهها الي الأسرة‏.‏

هذا الرؤية التكاملية لدور الأطراف والبرامج تشير الي أهمية بناء استراتيجية التمكين وتوافر القرارات السياسية لمواجهة التعقيدات المرتبطة بعمليات وآليات تمكين الفئات المهمشة‏,‏ ودعم منظمات المجتمع المدني للحصول علي النصيب الأكبر من مسئولية تنفيذ هذه الاستراتيجية‏

وليدالحسني
مدير عام
مدير عام

عدد الرسائل : 396
العمر : 37
الموقع : www.alhasny.mam9.com
العمل/الترفيه : المسابقات
المزاج : رائق
تاريخ التسجيل : 28/08/2007

https://alhasny.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى