منتدى الشــامل للمعلومات العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أوضاع المرأة الريفية وقضايا النوع الإجتماعي

اذهب الى الأسفل

أوضاع المرأة الريفية وقضايا النوع الإجتماعي Empty أوضاع المرأة الريفية وقضايا النوع الإجتماعي

مُساهمة من طرف وليدالحسني الأربعاء 14 نوفمبر 2007 - 0:13

منى المحاقري
اليمن عالم حافل بالنقوش مكتظ بالزخرفة كل ما حولك يشي ببصمة الإنسان الذي يصر على أن يخفر في ذاكرة كل شيء نزعته إلى التزيين والزخرفة تطبع كل ما هو يمني، الملابس، الاواني، الحوائط، والاسقف وجوه المنازل، المساجد.
والمرأة الريفية في اليمن جزء من هذا العالم الجميل، امرأة منتجة تزرع مأكلها وتنسج ملبسها فهي تعمل منذ شروق الشمس في الحقول، فتطرز الجبال بالخضرة وترسم المدرجات بأشجار البن وتلون الوديان بسنابل القمح لذلك تراها رشيقة القوام مشدودة البنيان جمالها نضر كانما يرتوي من وابل لا ينقطع، بشرتها قمحية مشعة كانما نسجت من خيوط الشمس.
وهي بالرغم من انشعالها بالعمل إلا انها تحاول ان تحافظ على ما وهبها الله من جمال دون تزييف أو تغيير وهي تختار من الطبيعة من حولها ما يساعدها على ذلك بعيداً عن ادوات التجميل الصناعية أو الأصباغ الكيميائية.
فهى تعتني ببشرتها باستخدام اعشاب ونباتات العصفر والورس والكركم ذات اللون الأصفر والتي تطحن وتبل بالماء وتدعك بها البشرة، فتكتسب لوناً برونزياً براقاً له فاعليته في حماية البشرة من اشعة الشمس الشديدة.
أما عيناها فهي تكحلهما باستخدام الاثمد وهو حجر طبيعي لونه اسود لامع يميل الى الزرقة كما تستخدم أوراق شجرة السدر «النبق او الدوم» لغسل الشعر وتنظيف البشرة وتعتبر اوراق شجرة الحناء من العناصر الاساسية لزينة المرأة حيث مازالت تستخدمها للعناية بالشعر، بالاضافة الى تزيين الايدي والارجل والاظفار ويستخدم الخضاب في اليمن خاصة وهو مادة تشبه الفحم ينتج من حرق جذور بعض النباتات والاشجار العطرية تنقش به الانامل ويرسم به على الصدر والوجه والجبهة بنقوش زخرفية جميلة مستوحاة من خطوط النباتات والاشجار، كما ان المتأمل لهذه النقوش وخاصة تلك الاقواس نصف المستديرة التي ترسم على شكل هالات حول العين او فوق الحاجب يلحظ ما بينها من علاقة وبين خطوط العمارة اليمنية ذات النوافذ المجصصة والقمريات.
وتستخدم المرأة اليمنية انواعاً مختلفة من الطيوب الطبيعية مثل الزباد المستخرج من قط الزباد والمسك وهو سائل دهني اسود يستخرج من غزال المسك والعنبر المستخرج من حوت العنبر والظفر وهو عبارة عن قطع تميل الى الحمرة تشبه شكل الظفر طيبة الرائحة تستخرج من بعض الحيتان.
والعود ودهن العود المستخرج من اشجار العود وتتبخر بالبخور الذي تصنعه بنفسها بمزج كميات من مختلف انواع الطيوب بعد سحقها في زيت الفل او الورد في قاعدة من الماء والسكر المغلي ويترك حتى يجف ويستخدم بعد ذلك فوق الجمر المتقد لتطييب المنزل والملابس والشعر.
كما تتزين بالنباتات العطرية الخضراء مثل الشذاب والريحان والمشموم والكاذي حيث تلف بها شعرها او تضعها فوق عصابة رأسها او بمحاذاة اذنيها وتسمى «المشاقر» وهي مأخوذة من اللغة اليمنية القديمة من الفعل «هشقر» بمعنى بنى وعلا وهذا مما يؤكد الارتباط بين الزينة والعمارة في الثقافة اليمنية منذ القدم، وتشكل الحلي الفضية مكملاً اساسياً لزينة المرأة الريفية والتي تعرف باسم «المخلص» للتعبير عن درجة نقاء هذه الفضة وخلوها من الخلط بمعادن اخرى.
وهذه الحلي بالاضافة الى دورها الجمالي تعكس قيماً اجتماعية واقتصادية فمدخرات المرأة في الريف يعبر عنها بواسطة الحلي وهذا ما يفسر تكدس الحلي على جسم المرأة ويفسر تحلي المرأة بالعملات الفضية والذهبية، فالحلي تؤدي ادواراً عديدة حيث تعبر عن المكانة الاجتماعية وترتبط اشكالها بالعديد من المعتقدات، فالفضة تشكل على هيئة احراز او احجبة تحفظ من ترتديها وقد تكتب عليها بعض آيات من القرآن الكريم والمرجان له فاعليته في درء العين ومنع الحسد والعقيق يجلب الحظ ويحقق السعادة، فالفضة تزين المرأة من رأسها حتى قدميها واحياناً يصل وزن ما تحمله المرأة من فضة الى عدة كيلو جرامات، فالمرأة تلبس العصبة وهي عبارة عن حزام يشد على الرأس تتدلى منه اقراط كبيرة من الفضة تسمى اخراصاً اوتتدلى على الخد فتسمى «زين الخد» والاساوار العريضة التي يطلق عليها اسم قبور العشاق ويزين النحر والصدر بالقلادات والاساور التي تعتمد علي طريقة الشبك في التصنيع كمايشد الوسط بحزام عريض تتدلى منه الجناجل وتزين الارجل بالخلاخيل والحجول ويندر ان تخلو هذه الحلي من الاحجار الكريمة المستخرحة من جبال اليمن مثل العقيق بانواعه والوانه او تلك المستخرجة من شعاب البحر الاحمر مثل المرجان واللؤلؤ.
ان زينة المرأة في اليمن تعكس ذلك الانسجام بين الانسان اليمني والطبيعة من حوله وتطرح في الوقت ذاته مقاييس جمالية مختلفة يتجلى من خلالها الاختلاف الثقافي بين المجتمعات حول القيم الجمالية.

وليدالحسني
مدير عام
مدير عام

عدد الرسائل : 396
العمر : 37
الموقع : www.alhasny.mam9.com
العمل/الترفيه : المسابقات
المزاج : رائق
تاريخ التسجيل : 28/08/2007

https://alhasny.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى