منتدى الشــامل للمعلومات العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأسباب الداعية لظهور الإرهاب

اذهب الى الأسفل

الأسباب الداعية لظهور الإرهاب Empty الأسباب الداعية لظهور الإرهاب

مُساهمة من طرف وليدالحسني الخميس 29 نوفمبر 2007 - 1:05

لا ينبغي والمجتمع الدولي منهمك في مطاردة الإرهاب ومحاصرته أن نغفل عن الأسباب الأساسية التي تحمل الإنسان على الوقوع في الإرهاب بشقه المذموم.. هذا إذا كنا جادين في معالجة الإرهاب واستئصاله من جذوره.

وللإرهاب - على مستوى الأفراد أو الجماعات - أسباب عدة أبرزها:

1) طغيان وفساد الأنظمة الحاكمة المتسلطة على رقاب العباد بالحديد والنار.. في كثير من البلاد.. التي تقتل في الإنسان إنسانيته وكرامته.. وتعتدي على جميع حقوقه وحرماته.. فيتحول هذا الإنسان بفعل ذلك الاضطهاد - رغماً عن أنفه - من إنسان وديع لطيف حسن العشرة.. إلى برميل من البارود.. وإلى قنبلة موقوتة تنفجر وقت أن تسنح له الفرصة بذلك.. منتقماً لحقوقه وحرماته المنتهكة.. وبطريقة قد يترتب عليها وقوع الإرهاب المحظور الذي لا يقره عقل ولا شرع!

وهنا لا نريد أن نسلط الضوء على ما يجوز ومالا يجوز من تلك الأعمال فهذا له موضع آخر.. ومباحث أخرى.. ولكن نريد أن نسلط الضوء على السبب - الذي قل من يتنبه إليه - الذي أدى لوقوع مثل هذا الإرهاب المحظور!

السبب هو طغيان وجبروت وإرهاب الطاغوت الحاكم ونظامه.. الذي حول هذا الإنسان بفعل ظلمه واضطهاده إلى برميل من البارود.. وإلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت، وفي أي مكان!

كيف لا تريدون أن يتحول هذا الطفل في شبابه إلى برميل من البارود والمتفجرات.. وهو يرى أباه يُهان ويُضرب.. ويُساق إلى سجون الظالمين بغير حق.. وأمه تهان كرامتها وعفتها.. ومنزله يدمر ويُهدم عليه وعلى إخوانه وأخواته؟!!

كثير من الناس والإعلاميين ينظرون إلى ذات الحدث.. وما يترتب عليه من آثار قد تكون غير مرضية.. لا يقرها شرع ولا عقل.. من دون النظر إلى السبب الذي حمل هذا الإنسان وغيره إلى الوصول لهذه النتيجة.. وهذا خطأ في التصور والعلاج!

على سبيل المثال مصر.. فقد تناها إلى مسامعنا عن بعض الأعمال الغير مشروعة التي يمكن أن تُصنف في خانة العمل الإرهابي المذموم والغير مشروع.. ولكن لننظر في المقابل السياسة الطاغية الظالمة الغاشمة التي ينتهجها النظام المصري الحاكم بحق شعبه.. والتي قد تكون سبباً رئيسياً وكبيراً وراء تلك الأحداث أو الأعمال!

حرب شعواء لدين العباد.. السجون مليئة بالأبرياء.. وبصفوة الأمة من الشباب.. الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود.. الناس يؤخذون بالشبهات والظنون.. ممارسة جميع فنون التعذيب والإهانة والقهر والإذلال بحق العباد.. وانتهاك العرض والحرمات.. وبعد عشر سنوات من القهر والتعذيب والإذلال في سجون الطاغوت.. يقولون للسجين أخرج قد تبين لنا أنك بريء!!

هذا واقع ويحصل منه الكثير الكثير في مجتمعاتنا.. ولست أنا الوحيد الذي أشير إليه.. بل هناك كتّاب ليسوا على ملتنا يقررون ما تقدم ذكره عن سياسة طاغوت مصر وغيره.. فقد نشرت قناة الجزيرة في موقعها على الإنترنت بتاريخ 12/10/2001م، تحت عنوان " هجوم أمريكي على مصر والسعودية ": وجهت دوائر بحثية وإعلامية في الولايات المتحدة انتقادات شديدة اللهجة إلى كل من مصر والسعودية، واتهمت البلدين بالمسؤولية غير المباشرة عن بروز ما تسميه بالتطرف والإرهاب، وبررت ذلك بسيادة ما تصفه النظام الاستبدادي في البلدين.. وقال مارتن إنديك سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل، والمسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية: هذه النظم فضلت التعامل مع مشكلة حرية التعبير عن الرأي السياسي في بلدانها عن طريق توجيه المعارضة ضدنا.

وأفادت صحيفة " واشنطن بوست " في عددها الصادر أمس بأن الحكومات العربية التي تدعي تأييد الحملة الأمريكية.. هي أكبر سبب للتطرف والإرهاب.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن مصر مثال واضح، فنظامها الاستبدادي مستنفد سياسياً ومفلس معنوياً..". اهـ.

ثم بعد ذلك نسمع حسني مبارك يتبجح بكل وقاحة بأنه سوف يُحارب الإرهاب.. ويُطارد الإرهابيين.. ويُطالب دول الغرب - باسم محاربة الإرهاب - بأن يُسلموه بعض الأفراد من شعبه الذين نجاهم الله من ظلمه وطغيانه.. يُطالب بإعادتهم وتسليمهم ليمارس عليهم دور الجزار والجلاد معاً.. وفاته أنه هو ونظامه الفاشي أكبر إرهابي وأكبر سبب للإرهاب في بلده.. بل وفي العالم، وهو الذي ينبغي أن يُحاكم - لو وجد العدل - قبل المستضعفين الذين نجوا من طغيانه وناره!

وما قلناه عن النظام المصري نقوله عن النظام الطائفي الدموي في سوريا، وعن النظام الليبي، وعن النظام التونسي، وعن النظام الأردني.. وعن النظام الجزائري.. وغيرها من الأنظمة الفاشية الظالمة.

وشاهدنا مما تقدم أنه عند الحديث عن الإرهاب وأسبابه وطرق علاجه.. لا ينبغي أن نغفل عن سياسة هذه الأنظمة المتسلطة.. وعن كيفية التخلص منها.. ومن طغيانها التي تعتبر أكبر سبب لظاهرة الإرهاب!

لكن الغريب في الأمر أن هذه الأنظمة الطاغية.. رغم فسادها وطغيانها ودكتاتوريتها.. وممارستها لجميع أنواع الإرهاب بحق شعوبها.. ورغم كونها سبباً رئيسياً لظاهرة الإرهاب في العالم.. فإننا نجد أمريكا ودول الغرب يدعمونها ويؤيدونها ويباركونها!!

فعلى سبيل المثال رغم ما ذكرناه وما هو معروف عن النظام المصري من طغيان وإرهاب بحق شعبه.. فإن أمريكا تتبرع سنوياً للنظام المصري - وليس للشعب المصري - ما يُعادل 2,2 مليار دولار أمريكي، ليُنفق هذا المبلغ على الجلادين، وعصابات الأمن والمخابرات التابعة للنظام!

وكذلك لما تم تنصيب بشار الأسد رئيساً وبطريقة مخالفة لجميع القوانين والدساتير، والأعراف.. بما في ذلك الدستور السوري ذاته.. ورغم ما لهذا النظام الطائفي من سجل ضخم في إرهاب وتقتيل شعبه.. حيث قتل في يوم واحد ما يزيد عن عشرين ألف شخص من المدنيين في مدينة حماه؛ أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ.. غير المساجد والكنائس التي تم تدميرها في ذلك اليوم المشهود.. ومع ذلك ورغم السجل الإرهابي الضخم لهذا النظام.. ذهب كل من وزير خارجية بريطانيا، ووزيرة خارجية أمريكا آنذاك ليباركان النظام الجديد ورئيسه.. ويعربان عن تأييد بلديهما للنظام الجديد!!

والسؤال: كيف يزعمون محاربة الإرهاب.. وهم في نفس الوقت يؤيدون ويدعمون الأنظمة الإرهابية.. والأكثر طغياناً ودموية بحق شعوبهم؟!!

قالوا: صدام حسين إرهابي.. قلنا: صدقتم.. لكن ما الفرق بينه وبين حسني مبارك، وحافظ الأسد، والقذافي، وزين العابدين وغيرهم من حكام وطواغيت العرب؟!!

فلماذا صدام إرهابي.. وهؤلاء ليسوا بإرهابيين.. أم أن المسألة خاضعة للهوى وللسياسة بحسب المصالح والمكاسب.. وبحسب الخدمات التي يقدمها كل حاكم؟!!

يقول " مارتن إنديك " المذكور أعلاه والمسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية: "إن خطأ واشنطن الوحيد في الشرق الأوسط هو دعم نظم فشلت على نحو مستمر في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوبها "!

قلت: لا مانع لواشنطن أن تدعم هذه الأنظمة الإرهابية الطاغية المتسلطة على رقاب الشعوب بالحديد والنار.. ما دامت هذه الأنظمة تسير وفق مخططات السياسة الأمريكية.. وتحقق لها أهدافها في المنطقة.. فالغايات تبرر الوسائل عند الساسة الأمريكيين!

2) تكميم الأفواه.. وكبت الحريات الأساسية والضرورية للإنسان.. كما هو حاصل في كثير من الأنظمة العربية الحاكمة.. فإنه في الغالب يولد عند الإنسان ردة فعل قد لا تُحمد عقباها.. حيث قد تنتهي بصاحبها في النهاية إلى أن يقع في الإرهاب المحظور!

فالذي يُمنع من التعبير عما في نفسه بحرية.. قد يلتجئ إلى وسائل عديدة سرية يُعبر من خلالها عن نفسه ومشاعره.. والذي يُمنع من الكتابة على الورق قد يكتب تحت جنح الليل على الجدران!

كثير من الشعوب المقهورة ترى الباطل أمام أعينها.. لكن لا تستطيع أن تقول له شيئاً.. ولا تملك الجرأة - بحكم طغيان وإرهاب الطاغوت - على أن توجه له كلمة نقد أو تعقيب.. فتكتم في نفسها.. وعلى مر الزمن يتراكم هذا الكبت إلى أن يولد انفجاراً يحرق الأخضر واليابس، ويقع الندم.. ولات حين مندم!

بعض المراقبين يظن الشارع العربي راضياً بالحملات الأمريكية ضد أفغانستان.. بسبب أنهم لا يخرجون مظاهرات يعبرون فيها عن معارضتهم لتلك الحرب الأثيمة.. وهؤلاء فاتتهم الحقيقة.. ولو راقبوا ما يُكتب في أندية الحوارات المنتشرة على شاشة الإنترنت من قبل الشباب بأسماء مستعارة حيث الأمان من ظلم وبطش الطواغيت.. لأدركوا أن الشارع العربي المسلم عبارة عن جمرة من نار تحترق في داخلها.. وتأكل بعضها بعضاً كبداً لما يحصل لأبناء الأمة في أفغانستان وفلسطين.. وهذه الجمرة لا بد يوماً من أن تمتد شرارتها ونارها لتحرق من حولها من الظالمين المستبدين العملاء.. وما ذلك ببعيد إن شاء الله!

ثم هاهي الجزائر اليوم - ممثلة في نظامه الفاشي الطاغي - ومنذ أكثر من عشر سنوات فإنها تدفع ضريبة باهظة من أبناء ودماء شعبها.. بسبب ظلمها وطغيانها، وغدرها للحريات المشروعة - بمباركة وتأييد من أمريكا وفرنسا وغيرها من دول الغرب - وما كان قد اختاره الشعب الجزائري.. رغم وجود تحفظنا المعروف على شرعية تلك التجربة.. وغيرها من التجارب الديمقراطية الفاشلة في بلاد المسلمين!

3) توسيع دائرة الملاحقات.. وما يتبعها من انتهاكات ومضايقات.. بحيث تشمل المتهم والبريء.. ووضع البريء في موضع المدافع الشرس عن حقوقه وحرماته.. بزعم ملاحقة الإرهاب!

فهذا التوسع في الملاحقات والمطاردات الغير مبررة.. من جملة الأسباب التي قد تؤدي إلى جنوح بعض الأفراد بل والجماعات إلى انتهاج بعض الأعمال الإرهابية الغير مشروعة.. من قبيل الدفاع عن النفس.. وطلب النجاة!

متى يلجأ الإنسان للسعي إلى الحصول على جواز سفر مزور.. أتراه يفعل ذلك ودولته تمنحه بكل سهولة ويسر تلك الوثيقة التي هي من حقه؟!!

عشرات الدول.. وأكثرها عربية.. تحرم شعوبها هذا الحق البسيط.. ولا تعطي مواطنيها هذا الجواز إلا بعد سلسلة من الإذلالات والمماطلات والرشاوى، والوساطات، وموافقة المخابرات، وغير ذلك من الإجراءات.. مما يجعل هذه الشعوب من باب طلب النجاة والسلامة.. وممارسة حقهم في السفر والتنقل.. يبحثون عن البديل المزور!

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصنف هذه الشعوب برمتها بأنها إرهابية.. أو نلومها لكونها تفعل ذلك تحت ظروف الاضطرار والإكراه.. وإنما الصواب والعدل أن نلوم الأنظمة الطاغية الإرهابية التي حرمت هذه الشعوب أبسط حقوقها.. وألجأتها رغماً عن أنفها إلى هذه الوسائل الملتوية!

ليفرض نفسه " كوفي عنان " مكان أي مواطن يُمارَس بحقه وحق أهله جميع صنوف التنكيل والإذلال والإرهاب.. ثم مع ذلك يُمنع من الوثيقة التي تمكنه من السفر والتنقل.. ليبقى تحت رحمة الجلادين.. ثم هو في هذه الأجواء يُعرض عليه جواز سفر مزور بمئات الدولارات.. يمكّنه من السفر والنجاة.. ألا ترون أنه سيشتريه ويستخدمه؟!

لكن هل يمكن أن يُصنف " كوفي عنان " حينئذٍ بأنه إرهابي لكونه لجأ مضطراً إلى هذه الوسيلة؟!

الشاهد مما تقدم أن نلفت النظر لمن صدقت نيته في محاربة الإرهاب المحظور والممنوع شرعاً وعقلاً.. أن لا يقصروا اهتمامهم بالنظر إلى سلوك بعض الأفراد أو الجماعات التي تبدوا أنها غير قانونية.. من دون النظر إلى الدوافع أو الأسباب التي أدت إلى مثل هذه السلوكيات الشاذة.. وملاحقة من كان السبب فيها قبل الذين يُباشرونها!

وأردت كذلك أن أنبه إلى أن توسيع دائرة الاشتباه.. والاتهام.. والملاحقات.. والمطاردات.. بغير حق ولا بينة.. قد تولد جيلاً كاملاً من الإرهابيين.. وجيلاً كاملاً من المرهوبين الخائفين.. شئنا أم أبينا.. ومن حيث لا ندري!

هذا القط الوديع الناعم.. احصره في غرفة.. وأغلق عليه جميع النوافذ والمنافذ.. ثم أشعره أنك تريد قتله.. فإنه سرعان ما يتحول وينقلب عليك إلى نمر متوحش كاسر!

فلا تحوِّلوا الشعوب بأيديكم.. وسوء صنيعكم إلى وحوش كاسرة.. ولا تلجئوا الشعوب بظلمكم وإرهابكم.. إلى الوسائل الملتوية.. فإن حصل فلا تلوموا إلا أنفسكم!

4) ومن جملة الأسباب كذلك التي تجنح بصاحبها للوقوع في بعض الأعمال الإرهابية الغير مشروعة.. الفهم الخاطئ للدين ولغاياته ومقاصده.. والجنوح للغلو والتشدد في الدين.. وانتهاج طريق الغلاة الخوارج الأوائل.. الذين وضعوا السيف في أبناء الأمة من أهل القبلة.. وانتهكوا الحرمات بغير حق!

هؤلاء موجودون في زماننا.. ولكنهم شرذمة قليلون.. وهم منبوذون مرفوضون شرعاً وعقلاً.. وعلى مستوى القطاع الأعظم للشباب المسلم الملتزم.. والإسلام أول من أعلن البراء منهم ومن غلوّهم وشذوذهم.. وحذّر منهم!

وهؤلاء مشكلتهم سهل حلها لو تُرك المجال للعلماء العاملين بأن يتصدوا لهم بالتعليم والنصح.. وقيام الحجة.. ولكن أنى للطواغيت العملاء - وبخاصة منها العربية - أن يسمحوا بذلك!

وليدالحسني
مدير عام
مدير عام

عدد الرسائل : 396
العمر : 37
الموقع : www.alhasny.mam9.com
العمل/الترفيه : المسابقات
المزاج : رائق
تاريخ التسجيل : 28/08/2007

https://alhasny.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى